فيصل الدوخي: تشجيع وزارة الثقافة السعودية يحمِّلني مسؤولية أكبر

فيصل الدوخي ممثل سعودي تمكَّن بفضل موهبته من الوصول إلى المحافل الدولية، ومؤخرًا تمَّ تكريمه في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدورته الـ42 بجائزة أفضل أداء تمثيلي، عن دوره في فيلم “حد الطار”، ورغم مشاركاته في بداياته عن طريق المسرح، فإنه تمكَّن من خَوْضِ غِمَارِ الدراما بمشاركاته في المسلسلات، وامتدت مشاركته إلى الأفلام القصيرة، حتى حقَّق أفضلية الأعمال من خلال الجوائز المحلية والدولية، منحه وزيرُ الثقافة الدعمَ من خلال تهنئته بحصوله على جائزة أفضل أداء سينمائي، ونال إعجاب المُتابعين من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وكان لنا معه هذا الحوار.

في البداية كيف تثمِّن حصولك على جائزة أفضل أداء تمثيلي في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدورته الـ 42 عن فيلم “حد الطار”؟
هي أول جائزة دولية بالنسبة لي، وهي بالتأكيد محفِّز قوي للاستمرار، وقد ذهبنا لمصر وكان أهم ما لدينا هو الحصول على ردود أفعال مُرْضِيَة حول ما قدمناه، سواء عند لجان التحكيم والنقاد أو الجمهور المصري، وعُدْنا بردود أفعال قوية بفضل الله، بالإضافة إلى الجوائز.

هل توقعتَ حصولك على هذه الجائزة الدولية؟
أبدًا، بحكم حجم وقوة المهرجان استبعدنا هذا الشيء قبل عرض الفيلم، ولكن بعد ردود الأفعال الجميلة توقعتُ حصول الفيلم على جائزة، ولم أتوقع الجائزة الأخرى، التي هي أفضل أداء تمثيلي، ولله الحمد.

هل تعتبر أن الإنجاز والتكريم كان في وقته ويمنحك الدافع مستقبلًا لتقديم أفضل الأعمال؟
بالتأكيد، وكأنها مكافأة العمل لعشر سنوات، وهي انطلاقة لسنوات أخرى بعطاء مختلف إن شاء الله.

حدِّثْنا قليلًا عن فيلم “حد الطار” وكيف تمت عملية ترشيحك للعمل؟
تواصَل معي الكاتب مفرج المجفل، وفي نفس الفترة تواصل معي المخرج عبد العزيز الشلاحي في بداية 2017 تقريبًا، وأبلغوني أنهم يجهزون لعمل، وأرسلوا لي النص كاملًا، وذُهلت من الفكرة، واخترتُ أن أكون معهم، ولكن تمَّ تأجيلُ التنفيذ، وخلال تلك الفترة عمل الكاتب على تطوير العمل حتى تمَّ إنتاجه في النصف الثاني من 2019.

كم استغرق تصوير الفيلم؟
كتصوير فعلي تقريبًا استغرق بين 30 إلى 40 يومًا إن لم تخنّي الذاكرة.

ماذا كان دورك في الفيلم؟
شخصية دايل، وهو ابن السياف (منفِّذ الأحكام).

كيف ترى تشجيع هيئة الأفلام ووزارة الثقافة عقب حصولك على الجائزة بالإضافة إلى تميُّز الفيلم؟
تشجيع غير مُسْتَغْرَب من الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة، فتهنئته ببرقية خاصة تُعتبر أكبر دافع ومشجع لي، وهذا يحمِّلني مسؤولية أكبر لأقدِّم مع زملائي كل ما هو أفضل.

أقوى طموح لي

كفنان شاب ماذا تنتظر من هيئة الأفلام أن تقدِّم للكوادر الشابة؟
أعتقد أننا كشباب نحتاج إلى فتح آفاقٍ أكبر للاحتكاك بالخبرات الدولية، وهذا ما تعمل عليه الهيئة؛ بتقديم مبادرات ودورات تصقل المواهب وتدعم الصناعة بجميع عناصرها.

ما هي طموحاتك الدرامية؟
أطمح لتحقيق الأفضل دائمًا برفقة زملائي، وأقوى طموح لي هو تحقيق النجاح في الأعمال القادمة، مما سيساعدني على تسجيل سيرة ذاتية تُحترم في المستقبل.

شاركتَ في ثلاثة أفلام قصيرة وفيلم طويل، هل ترى أن الأفلام قريبة لك أكثر من المسلسلات؟
كل عمل قدَّمتُه له جماله في الطرح، وصعب تحديد أحدهم، ولكن لو طُرح عليَّ مشروعان مكتملان، مسلسل وفيلم، فسأختار الفيلم.

ماذا عن المسلسلات التي شاركتَ فيها، وكيف تقيِّم نفسك الآن؟
بفضل الله كل مسلسل أنتهي منه أتعلم منه الكثير، وأرى أنني في كل مسلسل أقوم باستخدام تكنيك مختلف عما قبله، وهذا الشيء يزيدني نضجًا فنيًّا على ما أعتقد.

هل جاءتك عروض للمشاركة في أعمال درامية قادمة ورمضانية؟
توجد هناك عروض كثيرة بفضل الله، اعتذرتُ عن بعضها، وبعض العروض سأعلن عنها عندما يتمُّ الاتفاق بشأنها بإذن الله.

كيف تثمِّن دعم جمعية الثقافة والفنون تجاهك؟
جمعية الثقافة والفنون بالأخص الدمام لها فضل كبير عليَّ، فهي بيتي الأول، فشكرًا لهم دائمًا على الدعم، ومن خلالكم أرسل رسالة حب وعرفان لمنسوبي الجمعية وأصدقائي في لجنة المسرح ومديرها الأستاذ يوسف الحربي.

عملت خلف الكواليس

حدِّثنا قليلًا عن المسرح السعودي وبداياتك فيه؟
بدأتُ في إدارة الخشبة، وعملت خلف الكواليس، وتعلمت وتدرجت حتى وقفت على الخشبة، ومن أهم الدورات التي تعلمت فيها كانت دورة إعداد الممثل مع الأستاذ خالد الرويعي في مدينة الرياض، وبعدها تجربتي مع مسرح الشباب البريطاني، والتي استمرت ثلاث سنوات، وكانت مختلفة، وسببت قفزة لي من ناحية الثقة والتمكن ومعرفة كل أدواتي، واستمررتُ في المسرح، حتى أوقفتنا كورونا، وإن شاء الله نعود قريبًا.

اليوم تشارك بين المسرح والسينما والمسلسلات، أين ترى الأفضلية؟ وهل ترى أن هناك قيودًا على المواهب السعودية؟
ليس هناك أي قيود في حال أنك تملك المقومات، كل ما عليك هو المثابرة والبحث عن الفرص التي تزيدك خبرةً ونُضْجًا، وتُبرز كل ما فيك من قوة. وبخصوص الأفضلية، إذا كان المقصود أفضلية الاختيارات فالاختيار يكون للأكثر اختلافًا وابتكارًا وإبداعًا من ناحية الفكرة، سواء في المسرح أو السينما أو المسلسلات.

التركيز في التخصصات

في رأيك، ماذا ينقص المواهب السعودية الشابة؟
التركيز في التخصصات، فالصناعة تتكون من عدة عناصر، ولكل عنصر تخصص تحتاجه الصناعة، وخاصة خلف الكواليس، سواء الكتاب أو المخرجون أو إداريو الإنتاج أو المنتجون أو التقنيون أو في العمليات اللوجستية، فالتخصص يُبْرِزُ العنصر، وإذا برز كل عنصر فسيكون هناك طرحٌ مختلف وذو قيمة فنية عالية جدًّا.

ماذا عن دور هيئة الإذاعة والتلفزيون تجاهكم؟
دورها فعال، سواء في إنتاجاتها التلفزيونية والإذاعية أو في دخولها لخط الإنتاج السينمائي، مثلما شاهدنا في فيلم “حد الطار” مثلًا.

هل تنوي المشاركة في فيلم سينمائي يُعرض في صالات السينما السعودية؟
بالطبع، وأول تجربة ستكون في صالات العرض هي فيلم “حد الطار”، ونسأل الله أن يكون فاتحة خير.

كيف ترى المنتجين السعوديين؟ وهل وجدتم منهم الدعم والمشاركة في أعمال سعودية؟
الدعم الوحيد الذي نحتاجه هو عملهم على الارتقاء بالعمل الإنتاجي لديهم لدرجة الاحتراف في التنفيذ.

ماذا تقول للمخرج عبد العزيز الشلاحي؟
شكرًا من القلب على السماح لي بإبراز ما عندي، وشكرًا له مع الكاتب مفرج المجفل على إظهاري بأفضل شكل.

ما هي خطتك المقبلة؟
العمل بنفس الروح والحماس السابق ونسيان الإنجازات السابقة، والبحث عن إنجازات وفرص تُبرزني بشكل مختلف.

هل ترى أن المواهب الشابة من السعوديين قادرة على الوصول للعالمية؟ وفي رأيك ماذا ينقص تلك المواهب؟
نعم، تلك المواهب قادرة، كل في مجاله، ولا ينقص أصحاب تلك المواهب سوى نسيان كل نجاح لهم والتركيز على ما بعده، والالتزام بالعمل والاجتهاد.
وماذا عن جديدك في الفترة المقبلة؟
الجديد هو مسلسل تمَّ تصويره بالكامل في السعودية بمدينة جدة، من إخراج محمد الهليل، وتأليف محمد عبد الصمد وأنوار أبو الخير، ومن إنتاج إم بي سي ستوديوز، وقصة المسلسل بها أجواء من التشويق، من خلال أحداث درامية ترتبط بفندق قام أصحابه ببنائه في أواخر التسعينيات من القرن الماضي في أحد المناطق النائية خارج مدينة الرياض، لم ينجح الفندق في تحقيق أهداف مالكيه، ولم يَعُدْ أحد يدري به وبما يدور فيه، حتى جمعت الأقدار مجموعة من الأشخاص الذين لا يعرفون بعضهم البعض في ليلة واحدة، لتتداعى وتتشابك تبعات تلك الليلة في الأحداث التالية. وقصة المسلسل تدور في ثمانِ حلقات، تمَّ تصويرُه على مدار أربعة شهور. ويُعتبر المسلسل أول عمل سعودي بهذا الحجم يتمُّ تصويره وإنتاجه في السعودية بالكامل، وشارك في التمثيل مجموعة ممثلين رائعين ومتميزين، وسيرى النور خلال الفترة المقبلة.

بعد خمس سنوات

أين ترى نفسك كممثل سعودي بعد خمس سنوات من الآن؟
فعليًّا لا أعلم سوى أنني أطمح لأن أسجل تاريخًا فنيًّا قويًّا، وهذا يحتاج لعشرات السنين، وأنا أعمل عليه، فالطموح بالنسبة لي ليس لخمس سنوات فقط.

لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي

ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر “سيدتي فن”